السر في الجرعة: كلية الصيدلة، المدرسة العليا التي تُدرِّب 'علماء الأدوية'
تُعد كلية الصيدلة واحدة من أبرز الكليات داخل منظومة التعليم الطبي في الجامعات الحكومية المصرية، وتمثل حلمًا لطيف واسع من طلاب الثانوية العامة شعبة علمي علوم. فهي تجمع بين الجانب العلمي الدقيق والمسار المهني المرموق، إذ تُهيئ خريجيها للعمل في مجالات متعددة تمس حياة الإنسان بشكل مباشر.
وتحظى كلية الصيدلة بمكانة خاصة داخل القطاع الطبي نظرًا لدورها المحوري في صناعة الدواء وضمان استخدامه الآمن والفعال. كما تُعد من الكليات التي تفتح أمام خريجيها آفاقًا واسعة سواء في المجال الأكاديمي أو الصناعي أو الإكلينيكي، داخل مصر وخارجها، مما يجعلها خيارًا استراتيجيًا لكل طالب يسعى لبناء مستقبل مهني قوي ومستقر.
أماكن تواجد كلية الصيدلة في الجامعات الحكومية
تنتشر كليات الصيدلة في الجامعات الحكومية المصرية على نطاق واسع في مختلف المحافظات، ما يتيح الفرصة للطلاب للالتحاق بها دون الحاجة إلى الانتقال لمسافات بعيدة عن محل إقامتهم. وتضم كل جامعة تقريبًا كلية صيدلة مجهزة بمعامل حديثة وأقسام علمية متخصصة تغطي مختلف فروع الدراسة الصيدلية.
ومن أبرز الجامعات التي تضم كليات صيدلة: جامعة القاهرة، جامعة عين شمس، جامعة الإسكندرية، جامعة المنصورة، جامعة الزقازيق، جامعة طنطا، جامعة أسيوط، جامعة المنيا، جامعة بني سويف، جامعة الفيوم، جامعة كفر الشيخ، جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، جامعة جنوب الوادي، جامعة دمنهور، جامعة بورسعيد، جامعة المنوفية، وجامعة الوادي الجديد.
هذا الانتشار الواسع يعكس حرص الدولة على توفير فرص دراسية متكافئة في المجال الطبي والصيدلي داخل كل إقليم.
مدة الدراسة ودرجة الشهادة
تستغرق الدراسة في كلية الصيدلة بالجامعات الحكومية خمس سنوات دراسية كاملة، تسبقها سنة إعدادية تمهيدية يتعرف فيها الطالب على الأساسيات العلمية والمهارات المطلوبة قبل التخصص في علوم الصيدلة. خلال هذه السنوات، يدرس الطالب مجموعة متنوعة من المقررات النظرية والعملية التي تغطي مجالات الكيمياء، الأحياء، العقاقير، علم الأدوية، والتدريب الصيدلي الإكلينيكي.
وبعد إتمام الدراسة واجتياز متطلبات التدريب العملي، يحصل الخريج على درجة بكالوريوس الصيدلة( - Pharm D صيدلة إكلينيكية)، وهي الدرجة المعتمدة رسميًا من المجلس الأعلى للجامعات. هذا النظام الجديد (5 + 1) يدمج بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي المتقدم، ليؤهل الخريج للعمل في مجالات الصيدلة السريرية، تصنيع الدواء، الرقابة الدوائية، أو متابعة الحالات داخل المستشفيات.
نظام الدراسة:
مدة الدراسة بالبرنامج خمس سنوات دراسية (خمس مستويات على عشر فصول دراسية) طبقا لنظام الساعات المعتمدة وسنة تدريب متقدم في مواقع العمل (5+1)، بالإضافة إلى عدد 100 ساعة فعلية تدريب ميداني أولي في الصيدليات الأهلية أو الحكومية أو صيدليات المستشفيات تتم خلال الإجازات الصيفية لسنوات الدراسة بعد نهاية المستوى الثالث وقبل البدء في سنة التدريب المتقدم.
ينقسم كل مستوى (عام) دراسي إلى فصلين دراسيين (الخريف والربيع) ويجوز طرح بعض المقررات في فصل دراسي صيفي من الدراسة المكثفة.
الساعة المعتمدة هي وحدة قياس دراسية وتعادل ساعة دراسية أسبوعية نظرية أو درساً عملياً لا تقل مدته عن ساعتين أسبوعياً.
تتضمن الدراسة بالبرنامج عدد 175 ساعة معتمدة، بالإضافة إلى عدد 6 ساعات معتمدة متطلبات الجامعة.
يقوم الطالب باختيار عدد 4 مقررات اختيارية (8 ساعات معتمدة) لدراستهم خلال المستويين الدراسيين الأخيرين.
الأقسام ومواد الدراسة في كلية الصيدلة
تتوزع الدراسة في كلية الصيدلة بالجامعات الحكومية على مجموعة من الأقسام العلمية المتخصصة، ويدرس الطالب من خلالها مقررات متنوعة تجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي لتأهيله لسوق العمل الصيدلي. ومن أبرازها
قسم الميكروبيولوجيا والمناعة
يُعَد هذا القسم أحد الركائز الأساسية في كلية الصيدلة، إذ يختص بدراسة الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات والطفيليات، إلى جانب دراسة جهاز المناعة في جسم الإنسان وآلية مقاومته للأمراض. يدرس الطالب مقررات مثل الميكروبيولوجيا العامة، الميكروبيولوجيا الصيدلية، الميكروبيولوجيا السريرية، الطفيليات، والصحة العامة. وتساعد هذه المواد في فهم كيفية عمل المضادات الحيوية واللقاحات ودور الصيدلي في مكافحة العدوى.
قسم الكيمياء الحيوية
يهتم هذا القسم بدراسة التفاعلات الكيميائية داخل الخلايا الحية، وعلاقة ذلك بعمليات التمثيل الغذائي وتأثير الأدوية على هذه العمليات. من خلال مقررات مثل الكيمياء الحيوية العامة والكيمياء الحيوية السريرية يتعلم الطالب كيفية تفسير التحاليل الطبية وفهم الأساس الجزيئي للأمراض، مما يؤهله للعمل في معامل التحاليل الطبية أو كمستشار دوائي في المستشفيات.
قسم الكيمياء الدوائية
يركز هذا القسم على تصميم وتطوير الأدوية الجديدة وفهم العلاقة بين تركيب المركبات الكيميائية وفاعليتها العلاجية. يدرس الطالب الكيمياء الدوائية وطرق اكتشاف العقاقير وتعديلها لزيادة فعاليتها وتقليل آثارها الجانبية. هذا القسم هو الرابط المباشر بين الكيمياء والطب، وهو الأساس في اكتشاف أدوية حديثة مثل علاجات الزهايمر والسعال ومختلف الأمراض المزمنة.
قسم الكيمياء التحليلية الصيدلية
يُعنى بتحليل المواد الخام والمستحضرات الدوائية لضمان جودتها ونقاوتها باستخدام أجهزة حديثة مثل الكروماتوجرافيا والطيف الضوئي. يدرس الطالب الكيمياء التحليلية الكمية والآلية ويتعلم كيفية تطبيق المعايير الدوائية الدولية أثناء الفحص، وهو ما يجعله مؤهلًا للعمل في معامل الرقابة الدوائية وشركات التصنيع الدوائي.
قسم الأدوية والسموم
يُعتبر هذا القسم أحد أهم الأقسام التطبيقية، حيث يتعرف الطالب على آلية عمل الأدوية داخل الجسم، وتأثيرها على الأجهزة الحيوية، وطرق علاج حالات التسمم. من خلال دراسة مقررات الأدوية (Pharmacology) والسموم (Toxicology) يكتسب الطالب القدرة على تحديد الجرعات الآمنة وفهم التداخلات الدوائية، وهي مهارات حيوية للصيدلي السريري.
قسم الصيدلانيات
يركز على تحويل المواد الفعالة إلى أشكال دوائية صالحة للاستعمال مثل الأقراص والكبسولات والمحاليل والحقن. يدرس الطالب مقررات مثل الصيدلانيات، التكنولوجيا الصيدلية، الصيدلة الفيزيائية ويتعلم طرق التعبئة والتخزين والحفاظ على جودة المستحضرات. هذا القسم يربط بين الجانب الصناعي والتطبيقي في مهنة الصيدلة.
قسم الصيدلة الإكلينيكية والممارسة الصيدلية
يُعد القسم الذي يمثل الاتجاه الحديث في التعليم الصيدلي، حيث يدمج الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي داخل المستشفيات. يدرس الطالب مقررات مثل الباثولوجي، الصحة العامة، التكنولوجيا الحيوية، ويتدرب على تحليل الحالة الدوائية للمريض ومتابعة العلاج لتقليل الأخطاء الدوائية وتحسين النتائج العلاجية.
قسم العقاقير
يُركز على دراسة النباتات الطبية ومصادر الأدوية الطبيعية وطرق استخلاصها وتحديد مكوناتها النشطة. من خلال مقررات العقاقير، الكيمياء النباتية، التكنولوجيا الحيوية بالاشتراك مع قسم الصيدلة الإكلينيكية يتعرف الطالب على طرق تطوير أدوية جديدة مستخلصة من الطبيعة، وهو مجال يشهد نموًا عالميًا في الصناعات الدوائية.
قسم الكيمياء العضوية والعضوية الصيدلية
يُعنى بدراسة المركبات العضوية التي تُعد أساس تكوين معظم الأدوية، مع التركيز على تفاعلاتها وتركيبها الكيميائي. يدرس الطالب مقررات مثل الكيمياء العضوية 1 و2، والكيمياء العضوية الصيدلية، ويتعلم كيفية بناء الجزيئات الدوائية وتعديلها لزيادة فاعليتها واستقرارها.
فرص العمل بعد التخرج من كلية الصيدلة
تتميز كلية الصيدلة بأنها من الكليات التي تفتح أمام خريجيها مجالات عمل واسعة ومتنوعة، تجمع بين الجانب الطبي، الصناعي، والبحثي. فالصيدلي لا يقتصر دوره على صرف الدواء فحسب، بل يمتد ليكون جزءًا أساسيًا من المنظومة العلاجية والبحثية في قطاع الرعاية الصحية.
العمل في الصيدليات العامة والخاصة
وهو المجال الأكثر شيوعًا بين الخريجين، حيث يعمل الصيدلي في صرف الأدوية ومتابعة الحالات المرضية، مع تقديم الاستشارات الدوائية للمرضى لضمان الاستخدام الآمن للعلاج.
العمل في المستشفيات والعيادات الطبية
يمكن للصيدلي الالتحاق بوظائف الصيدلة الإكلينيكية داخل المستشفيات الحكومية أو الخاصة، لمتابعة الجرعات، والتداخلات الدوائية، والإشراف على الخطة العلاجية للمرضى بالتعاون مع الأطباء.
شركات الأدوية والتصنيع الدوائي
تُعد من أكبر مجالات التوظيف، حيث يمكن للصيدلي العمل في أقسام الإنتاج، وضمان الجودة، والبحث والتطوير، والتسجيل الدوائي. وتُعتبر هذه الوظائف من أكثر المسارات المهنية استقرارًا وأعلى دخلًا في سوق العمل الدوائي.
العمل في مجال التسويق الطبي
يتجه عدد كبير من الصيادلة إلى العمل كمندوبين علميين أو مديري تسويق في شركات الأدوية، حيث يمثل الصيدلي حلقة الوصل بين الشركة والقطاع الطبي، ويعتمد نجاحه على قدرته على شرح خصائص الأدوية للأطباء والصيدليات.
العمل في معامل التحاليل والرقابة الدوائية
يستطيع خريج الصيدلة العمل في معامل التحاليل الطبية بعد الحصول على التراخيص اللازمة، أو الالتحاق بالهيئات الرقابية مثل هيئة الدواء المصرية لمتابعة جودة المستحضرات الدوائية في السوق.
مجال البحث العلمي والأكاديمي
لكل من يهتم بالجانب البحثي، يمكن استكمال الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) والعمل في الجامعات كمُعيد أو باحث، أو في مراكز الأبحاث الدوائية لتطوير أدوية جديدة.
العمل بالخارج
نظرًا لاعتماد المناهج الدراسية المصرية من المجلس الأعلى للجامعات، يستطيع الصيدلي المصري معادلة شهادته والعمل في دول الخليج وأوروبا بعد اجتياز الاختبارات المطلوبة مثل الـ MOH أو DHA.
وبذلك، تمنح كلية الصيدلة خريجيها مسارًا مهنيًا واسعًا يجمع بين الطب والبحث والتكنولوجيا، ويتيح لهم فرص تطور مهني مستمرة داخل مصر وخارجها.
المميزات والعيوب في دراسة كلية الصيدلة
تُعد كلية الصيدلة من أكثر الكليات التي تجمع بين المميزات الأكاديمية والمهنية، إلا أنها في الوقت نفسه تتطلب جهدًا كبيرًا وصبرًا والتزامًا طوال سنوات الدراسة. فيما يلي عرض لأهم المميزات والعيوب التي يواجهها طلاب وخريجو هذا المجال:
أولًا: المميزات
تتميز كلية الصيدلة بكونها من الكليات التي تمنح خريجها مكانة علمية واجتماعية متميزة، نظرًا لطبيعة التخصص ودوره الإنساني في خدمة المرضى والمجتمع. ومن أبرز المزايا:
فرص عمل واسعة: تتيح الكلية لخريجيها العمل في مجالات متعددة مثل الصيدليات، المستشفيات، شركات الأدوية، ومراكز الأبحاث، مما يجعل فرص البطالة محدودة نسبيًا.
مستقبل مهني مستقر: القطاع الدوائي من أكثر القطاعات التي تشهد نموًا مستمرًا، محليًا وعالميًا، مما يضمن استقرارًا مهنيًا على المدى الطويل.
تنوع التخصصات: يمكن للخريج التخصص في مجالات مختلفة بعد التخرج، مثل الصيدلة الإكلينيكية أو الصناعية أو التحليلية أو التسويق الدوائي.
إمكانية العمل بالخارج: اعتماد المناهج المصرية وسُمعة خريجي الصيدلة المصريين تسهل فرص العمل في دول عربية وأجنبية عديدة.
جانب إنساني وعلمي قوي: تجمع الدراسة بين فهم الأمراض وعلاجها وتطوير الدواء، وهو ما يمنح الطالب إحساسًا بالقيمة والمسؤولية في خدمة الإنسان.
ثانيًا: العيوب
رغم مزاياها العديدة، إلا أن كلية الصيدلة تُعتبر من الكليات الصعبة والمليئة بالتحديات، سواء أثناء الدراسة أو بعد التخرج. ومن أبرز العيوب:
كثرة المواد العلمية وصعوبتها: تعتمد الدراسة على حفظ وفهم كم كبير من المعلومات في الكيمياء، الأحياء، والأدوية، مما يتطلب مجهودًا ذهنيًا كبيرًا.
ضغط الجداول الدراسية والتدريب العملي: طبيعة البرنامج المكثفة تجعل الطالب في حالة التزام دائم بين المحاضرات والمعامل والتدريبات الصيفية.
الروتين المهني لبعض الوظائف: بعض مجالات العمل، خصوصًا في الصيدليات العامة، قد تفتقر إلى التنوع أو التطور المهني السريع.
المنافسة العالية: الإقبال الكبير على الكلية يؤدي إلى تشبع بعض مجالات العمل التقليدية مثل الصيدليات الخاصة.
تأخر العائد المادي في البداية: رغم أن المهنة مربحة على المدى البعيد، إلا أن الدخل المبدئي بعد التخرج قد لا يكون مرتفعًا إلا بعد اكتساب الخبرة.
شروط القبول و التنسيق
يشترط للالتحاق بكلية الصيدلة في الجامعات الحكومية أن يكون الطالب حاصلًا على شهادة الثانوية العامة شعبة علمي علوم مع استيفاء الحد الأدنى الذي يحدده مكتب تنسيق القبول بالجامعات طبقًا لمجموع الطالب في الثانوية العامة.
وفي عام 2025، بلغ الحد الأدنى للقبول في كلية الصيدلة نحو 91.7%
تظل كلية الصيدلة واحدة من أكثر الكليات التي تجمع بين الجانب العلمي والمهني، وتفتح أمام خريجيها آفاقًا واسعة في مجالات الرعاية الصحية وصناعة الدواء. ورغم صعوبة الدراسة واحتياجها إلى التفرغ والالتزام، فإن مستقبلها المهني القوي يجعلها خيارًا مفضلًا لدى كثير من طلاب الثانوية العامة الراغبين في بناء مسار علمي متين وفرص عمل مضمونة داخل مصر وخارجها.
تُعد كليات الصيدلة في الجامعات الخاصة والأهلية من أبرز الخيارات المتاحة أمام طلاب الثانوية العامة الراغبين في الالتحاق بتخصصات القطاع الطبي خارج نطاق الجامعات الحكومية. تتميز هذه الكليات ببيئة تعليمية حديثة، ومعامل مجهزة بأحدث التقنيات، ونظم دراسة تعتمد على التطبيق العملي والتدريب المستمر. كما أنها تمنح الطالب فرصة للحصول على تعليم معتمد محليًا ودوليًا، مع إمكانية استكمال الدراسات العليا داخل مصر أو خارجها، مما يجعلها خيارًا متوازنًا يجمع بين الجودة الأكاديمية والفرص المستقبلية الواعدة.
أماكن تواجد كليات الصيدلة في الجامعات الخاصة والأهلية 2025
تنتشر كليات الصيدلة في الجامعات الخاصة والأهلية على مستوى الجمهورية لتغطي جميع المحافظات، ما يتيح للطلاب خيارات متعددة سواء في القاهرة الكبرى أو الدلتا أو الصعيد. ففي القاهرة والجيزة توجد كليات الصيدلة في جامعات مثل 6 أكتوبر، مصر للعلوم والتكنولوجيا، المستقبل، بدر، الجيزة الجديدة، والألمانية والبريطانية والأهرام الكندية وMSA. أما في محافظات الوجه البحري فتضم الإسكندرية جامعة فاروس، وفي دمياط جامعة حورس، وفي طنطا جامعة السلام، إلى جانب جامعة الدلتا بجمصة والجامعة المصرية الروسية بالعاشر من رمضان. أما في صعيد مصر فتتوافر الكليات في جامعات النهضة ببني سويف، دراية بالمنيا، ميريت بسوهاج، سفنكس بأسيوط، وبدر بأسيوط، بالإضافة إلى جامعة سيناء في شمال سيناء وجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة والجامعة المصرية الصينية. هذا الانتشار الواسع يجعل دراسة الصيدلة في الجامعات الخاصة والأهلية متاحة في أغلب مناطق مصر دون حاجة للانتقال إلى محافظات بعيدة.
مدة الدراسة ودرجة الشهادة
تستغرق الدراسة في كلية الصيدلة بالجامعات الخاصة والأهلية خمس سنوات دراسية كاملة، تسبقها سنة إعدادية تمهيدية يتعرف فيها الطالب على الأساسيات العلمية والمهارات المطلوبة قبل التخصص في علوم الصيدلة. خلال هذه السنوات، يدرس الطالب مجموعة متنوعة من المقررات النظرية والعملية التي تغطي مجالات الكيمياء، الأحياء، العقاقير، علم الأدوية، والتدريب الصيدلي الإكلينيكي.
وبعد إتمام الدراسة واجتياز متطلبات التدريب العملي، يحصل الخريج على درجة بكالوريوس الصيدلة ( - Pharm D صيدلة إكلينيكية)، وهي الدرجة المعتمدة رسميًا من المجلس الأعلى للجامعات. هذا النظام الجديد (5 + 1) يدمج بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي المتقدم، ليؤهل الخريج للعمل في مجالات الصيدلة السريرية، تصنيع الدواء، الرقابة الدوائية، أو متابعة الحالات داخل المستشفيات.
نظام الدراسة:
مدة الدراسة بالبرنامج خمس سنوات دراسية (خمس مستويات على عشر فصول دراسية) طبقا لنظام الساعات المعتمدة وسنة تدريب متقدم في مواقع العمل (5+1)، بالإضافة إلى عدد 100 ساعة فعلية تدريب ميداني أولي في الصيدليات الأهلية أو الحكومية أو صيدليات المستشفيات تتم خلال الإجازات الصيفية لسنوات الدراسة بعد نهاية المستوى الثالث وقبل البدء في سنة التدريب المتقدم.
ينقسم كل مستوى (عام) دراسي إلى فصلين دراسيين (الخريف والربيع) ويجوز طرح بعض المقررات في فصل دراسي صيفي من الدراسة المكثفة.
الساعة المعتمدة هي وحدة قياس دراسية وتعادل ساعة دراسية أسبوعية نظرية أو درساً عملياً لا تقل مدته عن ساعتين أسبوعياً.
تتضمن الدراسة بالبرنامج عدد 175 ساعة معتمدة، بالإضافة إلى عدد 6 ساعات معتمدة متطلبات الجامعة.
يقوم الطالب باختيار عدد 4 مقررات اختيارية (8 ساعات معتمدة) لدراستهم خلال المستويين الدراسيين الأخيرين.
الأقسام ومواد الدراسة في كلية الصيدلة
تتوزع الدراسة في كلية الصيدلة بالجامعات الخاصة والأهلية على مجموعة من الأقسام العلمية المتخصصة، ويدرس الطالب من خلالها مقررات متنوعة تجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي لتأهيله لسوق العمل الصيدلي. ومن أبرازها
قسم الميكروبيولوجيا والمناعة
يُعَد هذا القسم أحد الركائز الأساسية في كلية الصيدلة، إذ يختص بدراسة الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات والطفيليات، إلى جانب دراسة جهاز المناعة في جسم الإنسان وآلية مقاومته للأمراض. يدرس الطالب مقررات مثل الميكروبيولوجيا العامة، الميكروبيولوجيا الصيدلية، الميكروبيولوجيا السريرية، الطفيليات، والصحة العامة. وتساعد هذه المواد في فهم كيفية عمل المضادات الحيوية واللقاحات ودور الصيدلي في مكافحة العدوى.
قسم الكيمياء الحيوية
يهتم هذا القسم بدراسة التفاعلات الكيميائية داخل الخلايا الحية، وعلاقة ذلك بعمليات التمثيل الغذائي وتأثير الأدوية على هذه العمليات. من خلال مقررات مثل الكيمياء الحيوية العامة والكيمياء الحيوية السريرية يتعلم الطالب كيفية تفسير التحاليل الطبية وفهم الأساس الجزيئي للأمراض، مما يؤهله للعمل في معامل التحاليل الطبية أو كمستشار دوائي في المستشفيات.
قسم الكيمياء الدوائية
يركز هذا القسم على تصميم وتطوير الأدوية الجديدة وفهم العلاقة بين تركيب المركبات الكيميائية وفاعليتها العلاجية. يدرس الطالب الكيمياء الدوائية وطرق اكتشاف العقاقير وتعديلها لزيادة فعاليتها وتقليل آثارها الجانبية. هذا القسم هو الرابط المباشر بين الكيمياء والطب، وهو الأساس في اكتشاف أدوية حديثة مثل علاجات الزهايمر والسعال ومختلف الأمراض المزمنة.
قسم الكيمياء التحليلية الصيدلية
يُعنى بتحليل المواد الخام والمستحضرات الدوائية لضمان جودتها ونقاوتها باستخدام أجهزة حديثة مثل الكروماتوجرافيا والطيف الضوئي. يدرس الطالب الكيمياء التحليلية الكمية والآلية ويتعلم كيفية تطبيق المعايير الدوائية الدولية أثناء الفحص، وهو ما يجعله مؤهلًا للعمل في معامل الرقابة الدوائية وشركات التصنيع الدوائي.
قسم الأدوية والسموم
يُعتبر هذا القسم أحد أهم الأقسام التطبيقية، حيث يتعرف الطالب على آلية عمل الأدوية داخل الجسم، وتأثيرها على الأجهزة الحيوية، وطرق علاج حالات التسمم. من خلال دراسة مقررات الأدوية (Pharmacology) والسموم (Toxicology) يكتسب الطالب القدرة على تحديد الجرعات الآمنة وفهم التداخلات الدوائية، وهي مهارات حيوية للصيدلي السريري.
قسم الصيدلانيات
يركز على تحويل المواد الفعالة إلى أشكال دوائية صالحة للاستعمال مثل الأقراص والكبسولات والمحاليل والحقن. يدرس الطالب مقررات مثل الصيدلانيات، التكنولوجيا الصيدلية، الصيدلة الفيزيائية ويتعلم طرق التعبئة والتخزين والحفاظ على جودة المستحضرات. هذا القسم يربط بين الجانب الصناعي والتطبيقي في مهنة الصيدلة.
قسم الصيدلة الإكلينيكية والممارسة الصيدلية
يُعد القسم الذي يمثل الاتجاه الحديث في التعليم الصيدلي، حيث يدمج الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي داخل المستشفيات. يدرس الطالب مقررات مثل الباثولوجي، الصحة العامة، التكنولوجيا الحيوية، ويتدرب على تحليل الحالة الدوائية للمريض ومتابعة العلاج لتقليل الأخطاء الدوائية وتحسين النتائج العلاجية.
قسم العقاقير
يُركز على دراسة النباتات الطبية ومصادر الأدوية الطبيعية وطرق استخلاصها وتحديد مكوناتها النشطة. من خلال مقررات العقاقير، الكيمياء النباتية، التكنولوجيا الحيوية بالاشتراك مع قسم الصيدلة الإكلينيكية يتعرف الطالب على طرق تطوير أدوية جديدة مستخلصة من الطبيعة، وهو مجال يشهد نموًا عالميًا في الصناعات الدوائية.
قسم الكيمياء العضوية والعضوية الصيدلية
يُعنى بدراسة المركبات العضوية التي تُعد أساس تكوين معظم الأدوية، مع التركيز على تفاعلاتها وتركيبها الكيميائي. يدرس الطالب مقررات مثل الكيمياء العضوية 1 و2، والكيمياء العضوية الصيدلية، ويتعلم كيفية بناء الجزيئات الدوائية وتعديلها لزيادة فاعليتها واستقرارها.
فرص العمل بعد التخرج من كلية الصيدلة
تتميز كلية الصيدلة بأنها من الكليات التي تفتح أمام خريجيها مجالات عمل واسعة ومتنوعة، تجمع بين الجانب الطبي، الصناعي، والبحثي. فالصيدلي لا يقتصر دوره على صرف الدواء فحسب، بل يمتد ليكون جزءًا أساسيًا من المنظومة العلاجية والبحثية في قطاع الرعاية الصحية.
العمل في الصيدليات العامة والخاصة
وهو المجال الأكثر شيوعًا بين الخريجين، حيث يعمل الصيدلي في صرف الأدوية ومتابعة الحالات المرضية، مع تقديم الاستشارات الدوائية للمرضى لضمان الاستخدام الآمن للعلاج.
العمل في المستشفيات والعيادات الطبية
يمكن للصيدلي الالتحاق بوظائف الصيدلة الإكلينيكية داخل المستشفيات الحكومية أو الخاصة، لمتابعة الجرعات، والتداخلات الدوائية، والإشراف على الخطة العلاجية للمرضى بالتعاون مع الأطباء.
شركات الأدوية والتصنيع الدوائي
تُعد من أكبر مجالات التوظيف، حيث يمكن للصيدلي العمل في أقسام الإنتاج، وضمان الجودة، والبحث والتطوير، والتسجيل الدوائي. وتُعتبر هذه الوظائف من أكثر المسارات المهنية استقرارًا وأعلى دخلًا في سوق العمل الدوائي.
العمل في مجال التسويق الطبي
يتجه عدد كبير من الصيادلة إلى العمل كمندوبين علميين أو مديري تسويق في شركات الأدوية، حيث يمثل الصيدلي حلقة الوصل بين الشركة والقطاع الطبي، ويعتمد نجاحه على قدرته على شرح خصائص الأدوية للأطباء والصيدليات.
العمل في معامل التحاليل والرقابة الدوائية
يستطيع خريج الصيدلة العمل في معامل التحاليل الطبية بعد الحصول على التراخيص اللازمة، أو الالتحاق بالهيئات الرقابية مثل هيئة الدواء المصرية لمتابعة جودة المستحضرات الدوائية في السوق.
مجال البحث العلمي والأكاديمي
لكل من يهتم بالجانب البحثي، يمكن استكمال الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) والعمل في الجامعات كمُعيد أو باحث، أو في مراكز الأبحاث الدوائية لتطوير أدوية جديدة.
العمل بالخارج
نظرًا لاعتماد المناهج الدراسية المصرية من المجلس الأعلى للجامعات، يستطيع الصيدلي المصري معادلة شهادته والعمل في دول الخليج وأوروبا بعد اجتياز الاختبارات المطلوبة مثل الـ MOH أو DHA.
وبذلك، تمنح كلية الصيدلة خريجيها مسارًا مهنيًا واسعًا يجمع بين الطب والبحث والتكنولوجيا، ويتيح لهم فرص تطور مهني مستمرة داخل مصر وخارجها.
المميزات والعيوب
تتميز كليات الصيدلة في الجامعات الخاصة والأهلية بعدة نقاط تجعلها خيارًا جذابًا للطلاب، أبرزها تطور بيئة التعلم من حيث المعامل المجهزة والأدوات الحديثة، والاهتمام بالتدريب العملي داخل شركات الأدوية والمستشفيات، مما يساعد الطلاب على اكتساب الخبرة قبل التخرج. كما أن أغلب هذه الجامعات لديها شراكات أكاديمية دولية وبرامج تبادل طلابي، بالإضافة إلى فرص استكمال الدراسات العليا في الخارج بسهولة نظرًا لاعتماد مناهجها على النظم الأوروبية والأمريكية. كذلك، توفر الكليات عددًا محدودًا من الطلاب في القاعات والمعامل، مما يمنح الطالب تفاعلًا مباشرًا مع أعضاء هيئة التدريس، ويُسهم في رفع مستوى الفهم والتطبيق العملي.
أما من ناحية العيوب، فتكمن في ارتفاع المصروفات الدراسية مقارنة بالجامعات الحكومية، ما يجعلها غير متاحة لجميع الفئات، إلى جانب تفاوت مستوى الجودة الأكاديمية بين الجامعات الخاصة نفسها، إذ تعتمد قوة البرنامج على إمكانيات الجامعة وهيئة التدريس. كما يواجه بعض الخريجين صعوبة في الحصول على فرص عمل في بداية الطريق إذا لم يكتسبوا خبرة عملية كافية أثناء الدراسة، نظرًا لشدة المنافسة في سوق العمل الصيدلي داخل مصر.
شروط القبول وتنسيق 2025
يشترط للالتحاق بكلية الصيدلة في الجامعات الخاصة والأهلية أن يكون الطالب حاصلًا على شهادة الثانوية العامة شعبة علمي علوم أو ما يعادلها من الشهادات الأجنبية مثل الـIG أو الـAmerican Diploma، مع استيفاء الحد الأدنى الذي يحدده مجلس الجامعات الخاصة والأهلية كل عام.
وقد بلغ الحد الأدنى لتنسيق كلية الصيدلة في الجامعات الخاصة والأهلية هو 68%.
تمثل كليات الصيدلة في الجامعات الخاصة والأهلية فرصة حقيقية للطلاب الراغبين في دراسة تخصص طبي مرموق في بيئة تعليمية متطورة وأكثر مرونة. فهي تجمع بين المناهج الحديثة والتطبيق العملي والشراكات الدولية، ما يمنح الطالب تأهيلًا قويًا لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي.
ورغم ارتفاع المصروفات مقارنة بالجامعات الحكومية، فإن جودة التعليم، وفرص التدريب، والاهتمام بالجانب التطبيقي تجعلها خيارًا متميزًا لمن يسعى إلى بناء مستقبل مهني واعد في مجال الدواء والرعاية الصحية.